ثمة أناس حزبيون قاصرو نظر ضالو الفكر، ما زالوا إلى اليوم يحاولون تلميع الدولة العثمانية، متناسين الجرائم البشعة التي ارتكبها «الترك»، وتلك هي الغرائب، ولقد سجل التاريخ جرائم العثمانيين الكبرى في كل البلدان العربية، عنفاً وبطشاً وقهراً وتهجيراً.
سأكتب اليوم عن جرائم «الترك» في المدينة المنورة كأنموذج لذلك التجبر، إذ نكّلوا بأهلها بعد طردهم من بلاد العرب عقب الثورة العربية وهزيمتهم من الحلفاء.
حين استقلت مكة المعظمة عن العثمانيين؛ لم يبق لهم إلا المدينة النبوية ليتسلطوا على أهلها ويفرضوا أنفسهم بالحديد والنهار، وهناك الكثير من الأمثلة سأتحدث عن بعضها في عجالة لضيق المساحة، وإلا إن الحديث يطول عن ذلك.
حاول الأتراك بقيادة السفاح فخري باشا إيجاد تغيير ديموغرافي في المدينة النبوية، وهناك من الأمثلة الكثير على ذلك التجبر والطغيان والاستهتار بقدسية وحرمة الزمان والمكان، مثل: استبدال أهلها بالموالين للأتراك في استنبول، فرض التعليم باللغة التركية لترسيخ «الأتركة» على منبع النبوة ومهد الرسالة والحضارة.
أما الاعتداء على الحجرة النبوية فحدث عنه ولا حرج؛ إذ جعلها فخري باشا مخزناً للسلاح حين اتخذ من المدينة النبوية ثكنة عسكرية، والسطو على مقتنيات الحجرة وآثارها، وكاد أن يلامسها عندما شق الحرم النبوي بسكة الحديد، كما فعلوا في مكة من قبل بسرقة جزء من الحجر الأسود ووضعه على أضرحة سلاطينهم وقبورهم.
أما الأدهى والأمر؛ تهجير أهل المدينة وتلك حكاية مؤلمة، إذ جوعوهم وفرقوهم في الأرض بما يعرف بـ «سفر برلك»، فكانت الأسرة الواحدة تتوزع في كل الأنحاء بهجرة قسرية؛ «الأب» في منطقة، و«الأم» في أخرى، والأبناء في جهة ثالثة، في أقصى أنواع إذلال الإنسان.
لم يكن ذلك الجبروت سبباً وحيداً في تهجير أهالي المدينة، إنما هناك أسباب أخرى دالة على الأنانية والتسلط؛ منها تموين عساكر «الترك» (130 ألفاً)، فتعمدوا إخراج أهلها من بلدتهم، وتلك الحادثة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ مدينة التاريخ والحضارة.
عندما لم يغادر السواد الأعظم مدينتهم المباركة باعتباره أمراً فوق المستطاع، هجمت عساكر «الباشا» على الناس في الطرقات، وشحنوهم داخل «القطار الحديدي» ليلقوا بهم في زمهرير «الأناضول»، وقليل منهم إلى الشام ليموتوا برداً وجوعاً، وبقي القليل من العسكر داخل المدينة، الذين ماتوا جوعاً، حسب كتاب «عقد الزمرد والزبرجد» للزمزمي الكتاني.
سأكتب اليوم عن جرائم «الترك» في المدينة المنورة كأنموذج لذلك التجبر، إذ نكّلوا بأهلها بعد طردهم من بلاد العرب عقب الثورة العربية وهزيمتهم من الحلفاء.
حين استقلت مكة المعظمة عن العثمانيين؛ لم يبق لهم إلا المدينة النبوية ليتسلطوا على أهلها ويفرضوا أنفسهم بالحديد والنهار، وهناك الكثير من الأمثلة سأتحدث عن بعضها في عجالة لضيق المساحة، وإلا إن الحديث يطول عن ذلك.
حاول الأتراك بقيادة السفاح فخري باشا إيجاد تغيير ديموغرافي في المدينة النبوية، وهناك من الأمثلة الكثير على ذلك التجبر والطغيان والاستهتار بقدسية وحرمة الزمان والمكان، مثل: استبدال أهلها بالموالين للأتراك في استنبول، فرض التعليم باللغة التركية لترسيخ «الأتركة» على منبع النبوة ومهد الرسالة والحضارة.
أما الاعتداء على الحجرة النبوية فحدث عنه ولا حرج؛ إذ جعلها فخري باشا مخزناً للسلاح حين اتخذ من المدينة النبوية ثكنة عسكرية، والسطو على مقتنيات الحجرة وآثارها، وكاد أن يلامسها عندما شق الحرم النبوي بسكة الحديد، كما فعلوا في مكة من قبل بسرقة جزء من الحجر الأسود ووضعه على أضرحة سلاطينهم وقبورهم.
أما الأدهى والأمر؛ تهجير أهل المدينة وتلك حكاية مؤلمة، إذ جوعوهم وفرقوهم في الأرض بما يعرف بـ «سفر برلك»، فكانت الأسرة الواحدة تتوزع في كل الأنحاء بهجرة قسرية؛ «الأب» في منطقة، و«الأم» في أخرى، والأبناء في جهة ثالثة، في أقصى أنواع إذلال الإنسان.
لم يكن ذلك الجبروت سبباً وحيداً في تهجير أهالي المدينة، إنما هناك أسباب أخرى دالة على الأنانية والتسلط؛ منها تموين عساكر «الترك» (130 ألفاً)، فتعمدوا إخراج أهلها من بلدتهم، وتلك الحادثة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ مدينة التاريخ والحضارة.
عندما لم يغادر السواد الأعظم مدينتهم المباركة باعتباره أمراً فوق المستطاع، هجمت عساكر «الباشا» على الناس في الطرقات، وشحنوهم داخل «القطار الحديدي» ليلقوا بهم في زمهرير «الأناضول»، وقليل منهم إلى الشام ليموتوا برداً وجوعاً، وبقي القليل من العسكر داخل المدينة، الذين ماتوا جوعاً، حسب كتاب «عقد الزمرد والزبرجد» للزمزمي الكتاني.